{ تخميس قصيدة الشاعر الأستاذ خالد الباشق }


يا مَـــــن تُناشد عــــن هوايَ وهمّهِ
ما كنـــتُ أحسب ُ أنْ أعيش بوهمهِ
فاصطادنــي حتّــــــى وقَعتُ بحلمهِ
خُلِقَ الهوى حتّــــــــى نموت بسمّهِ
ولكـــــــــي نُعانــــــــــي سَطوة الأشواقِ

نَهوى يُظللنـــــــــــــــــا الهيام بظلّهِ
لكنّما نَخشـــــــــــــــى الوغول بكلّهِ
كالبحــــــــــــر يأخذنا الولوج بهَولهِ
ولكــــــــي نُضحّــــي بالنفيس لأجلِهِ
ونعيش فـــــــي ضَنَكٍ مــــــــــنَ الإملاقِ

باب الهوى للمرتجــــــــــــي مَدحيّةٌ
إمّا وشائج فـــــــــــــــي حياتكَ حيّةٌ
فـــــــي العمر , أو نأيٌ وذا أضحيّةٌ
فــــــي كـــــــــلّ يومٍ للفراق ضَحيّةٌ
ولــــــــــهُ قوانيـــــــــنٌ مـــــــــنَ العشّاقِ

لو يدركُ المعشوق إنّـــــــــــهُ ما بنا
لم يستزيد السوء فــــــــــي أوصابنا
ما جارَ يوماً فـــــــــي الهوى بعتابنا
ما الحـــــــبّ إلا حُجّــــــــــةٌ لعذابنا
لا فسحةٌ فيـــــــهِ علــــــــــــــى الإطلاقِ

ونروم أنْ نَحيـــــــــــــا الحياة بكنفهِ
ونكون في عبق الهوى فـــــي ردفهِ
فعسى ننال مَفاوزاً مــــــــــــن لطفهِ
لكنّنـــــــــا نَهـــــــــوى العذاب بكفّهِ
ونظـــــــــــنّ إنَّ الشـــــــــــــوق كالترياقِ

فإذا مشيت مــــــــــع الهوى وبسكّةٍ
مُتخيّلاً قـــــــــــــــــد عشتما بأريكةٍ
مُتصوّراً أنـــــــــــا والهوى كسبيكةٍ
ويجرّنا نحـــــــــــو الهلاك بضحكةٍ
مسمومةٍ ويغوص فـــــــــــــــــي الأعماقِ

تمضــــــــــي بنا الأيام يُلهبنا الجوى
ظمآى ويكدينا التذمّـــــــــــر والنوى
وكأنّنا فـــــــــــي الحبّ كلاً قد غَوى
وقلوبنا مثــــــل السنابــــل , والهوى
كالمنجل المغروس فــــــــــــــــــي الأعناقِ

تالله ِ لـــــــو أُبدي إليكــــــــــــمْ كُنههُ
غَيّـــــاً تَمادى , لا خليـــــــــل ويَنههُ
إذ لا يرى فــــــــي الخلق خلقاً يَرههُ
وحبيب قلبــــــــــي مثل تونس وجههُ
وأنا المتيّم فيـــــــــــهِ مثــــــــــــــل عراقي

لهُ في الحراسة قـــــــــد أُنيطتْ جندهُ
كسهام حرملـــــــة النواظــــــر عندهُ
والحســــن لا الشمس الضُحاة نصدّهُ
هو فـــــــي الوسامة كالربيع , وخدّهُ
فـــــي الطعــــم والتعطيـــــــــــر كالدرّاقِ

فــي الفيس أضحتْ والهوى أدمونتي
عاهدتهـــــا ومدى الحيـــــا مجنونتي
أرعــــى الذمام أيا سَنــــــــا أيقونتي
أنا قــــد حفظتُ العهد فـــي كينونتي
أفلا يكــــــــــون وصالـــــــــــهُ استحقاقي

نفســــي أُمنّيها اللقاء فقــــــــد غَدَتْ
إذ فــــــــي هيام حبيب قلبي توجَّدَتْ
بصَلاة عشقٍ فــــــي المساء تهجّدَتْ
والأُمنيات أمام عيني قــــــــــد بَدَتْ
كجزيــــــــــرةٍ مــــــــــــن عالم الوقواقِ

تجري بمنآى مَــــــــــن أهيم مدامعٌ
للوصل توّاقٌ وإنّــــــــــــــي لطامعٌ
لكـــــــن وصلــــــي بالحبيب بَلاقعٌ
للوصل بيـــــــــــن العاشقين موانعٌ
كــــــــم يستبيح البعــــــــــــــد بالمشتاقِ

فإذا نأوا جَدّتْ هنـــــــــــاك مَهالكٌ
تكدي النفوس وتستجـــــــدّ مَسالكٌ
يا ليت تُحفى فـــــي الهيام مَداركٌ
وإذا التقـــــــــوا فلهم بذاك مناسكٌ
تطغى بها النظرات فـــــــــــي الأحداقِ

آهٍ لقــــــــــــد أكدى الغرام بعاتقي
فالهــــــمّ صار بذي الهيام مُرافقي
يَحدو الى المجهول أضحى سائقي
هذا الهوى فعَــــــلَ الكثير بخافقي
لم يُبقِ بـــــي يا صُحبتي مِــــــــن باقِ