قصة حسن المرواني وقصيدته
وتخميسهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
احب فتاة ولم يفلح بها وصدفة التقيا وكان معها خطيبها في حفل التخرج في الجامعة فأنشد قائلاً :
ماتت بمحراب عينيكِ ابتهالااتي واستسلمتْ لرياح اليأس حالاتي
جفّتْ على بابكِ الموصودِ أزمنتي
ليلى ، وما أثمرتْ شيئا نداءاتي !
فبكت ليلى واسم ليلى هنا كناية على الحبيبة، وقامت وقعدت على المقعد الأخير في تلك القاعة ودموعها تحرق مآقيها ،
نظر حسن المرواني إليها من جديد ، ونظر إلى خطيبها خلسة ، واسترسل قائلا:
عامان ، مارفّني لحنٌ على وترٍ
ولا استفاقتْ على نورٍ سماواتي
أعتِّقُ الحب في قلبي ، وأعْصرهُ
فأرشف الهم في مُغْبَرِّ كاساتي !
وهنا اغرورقت عينا حسن المرواني بالدموع ، فأكمل قائلا :
ممزّقٌ أنا ، لاجاه ، ولاترفٌ
يغريكِ فيَّ فخلّيني لآهاتي !
لو تعصرين سنين العمر أكملها
لسال منها نزيفٌ من جراحاتي
ثم أشار إلى ليلى بسبابته واسترسل قائلا :
لو كنتُ ذا ترفٍ ماكنتِ رافضةً
حبي ولكنّ ضعف الحال مأساتي !َ
عانيتُ عانيتُ لاحزني أبوح به
ولستِ تدرين شيئا عن معناتي !!!
أمشي وأضحك ياليلى مكابرةً
علّي أخبي عن الناس احتظاراتي
لاالناس تعرف ما أمري فتعذرني
ولاسبيل لديهم في مواساتي !!!
يرسو بجفني حرمانٌ يمصّ دمي
ويستبيح إذا شاء ابتساماتي !!!!!
معذورة ليلَ إن أجهضتِ لي أملي
ما الذّنبُ ذنبُكِ بل كانت حماقاتي
أضعتُ في عرب الصحراء قافلتي
وجئتُ أبحثُ في عينيكِ عن ذاتي
وجئتُ أحضانكِ الخضراء منتشيا
كالطفلِ أحملُ أحلامي البريئآتِ !!!
غرستِ كفّيْكِ تجْتثّين أوردتي
وتسحقين بلا رفقٍ مسرّاتي !!!!
واغربتاه ! مضاع هاجرتْ مدني !
عني ، وما أبحرتْ عنها شراعاتي
نُفيتُ واستوطن الأغرابُ في بلدي
ودمّروا كل أشيائي الحبيباتِ !!!
عند هذا البيت ضجّت القاعة بالبكاء ، ولاسيما ليلى التي كادت أن تجن
وهنا التفت حسن إلى ليلى مشيرا إليها قائلا :
خانتكِ عيناكِ في زيفٍ وفي كذبٍ
ثم أشار بإصبعه إلى خطيبها وقال :
أم غرّكِ البهرجُ الخدّاع مولاتي ؟
فراشة ً جئتُ ألقي كُحْلَ أجْنحتي
لديكِ ، فاحترقتْ ظلما جناحاتي !!!
أصيحُ والسيف مغروز بخاصرتي
والغدرُ حطّم آمالي العريضاتِ !
فقامت ليلى منفعلة وقالت : أرجوك حسن يكفي ، فلقد أرغموني على الزواج من ابن عمي ، وهي عادة عربية ، إذ كان العربي يدفن ابنته حية في قبرها ، ولكنهم تغيروا ، فأصبحوا يتفننون في تعذيبها أكثر ، إذ يحرمونها ممن تحب ، ويجبرونها على من لاتحب.
فواصل حسن المرواني شعره وقال :
وأنتِ أيضا ، ألا تبّتْ يداك إذا *
آثرتِ قتليَ واستعذبتِ أنَّاتي !!!
من لي بحذف اسمكِ الشفاف من لغتي
إذنْ ، ستمسي بلا ليلى حكاياتي
وهنا أغمي على ليلى ، وحملوها خارج القاعة ، بينما تسلل المايكرفون من يد حسن ، وغادر القاعة ، وغادرالجامعة ، وغادربغداد ، وغادرالعراق ، ليستقر في الإمارات العربية المتحدة ستة عشرعاما .
وأخيرا عاد إلى العراق ، وزار جامعة بغداد ، ليجد قصيدته الوحيدة وقد خطّت على جدار الجامعة ، تخليدا لتلك الذكرى الأليمة التي ولدت مثل هذه القصيدة الفريدة
حسن المرواني
تخميــــــــــــــــس الأبيــــــــــــــــات
ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
لم تُجدِ نَفعاً أيا ليلى سجالاتي / كلا ولا اخضوضرتْ يوماً مقالاتي
قد أجدبت في الحيا فعلاً مآلاتي / ماتت بمحراب عينيكِ ابتهالاتي
واستسلمتْ لرياح اليأس حالاتي
آليت إلا تكوني لي بمُدمنتي / بالحبّ لكنْ أسىً أصبحتِ مُحزنتي
لأواء هذا الهوى أضحى ومشجنتي/ جفَّتْ على بابكِ الموصود أزمنتي
ليلى , وما أثمرَتْ شيئاً نداءاتي
سلي الكواكب هل أهجعتُ في سَحَرٍ / هل راقَ لي في هوى الخلان من سَمَرٍ
وَلِجتُ باب سعيرٍ , طفتُ في سقرٍ / عامان ما رقّني لحنٌ على وترٍ
ولا استفاقت على نورٍ سماواتي
إن مرَّ بي فرحٌ والله أزجرهُ / بالنحب والآه والمأساة أبدرهُ
والدمع قانٍ على الخدين أمهرهُ / أُعَتِّق الحبّ في قلبي وأعصرهُ
فأرشف الهمّ في مُغبرّ كاساتي
الدهر أكدى ومنّي الحبّ مُختَطَفٌ / والهمّ لا شكّ والخفّاق مؤتلِفٌ
يا ويحهُ الدهر كم مرآهُ لي صلفٌ / مُمزّقٌ أنا , لا جاهٌ ولا تَرفٌ
يُغريكِ فِيَّ , فخلّيني لآهاتي
آلام عامين يا لله أحملها / إذ يَنتقي الدهر لي أدهى وأوجلها
وما برحتُ لحد الآن أنهلها / لو تعصرين سنين العمر أكملها
لسالَ منها نزيفٌ من جراحاتي
لو أدّعي اليُسر طبعاً كنتِ ناهضةً / وللوداد وما تهوين حافظةً
وأيّ أيدٍ لكِ تمتدّ خافضةً / لو كنتُ ذا تَرَفٍ ما كنتِ رافضةً
حبّي , ولكنَّ ضُعف الحال مأساتي
تدرين إنّي فلا لوردٌ بمكتبهِ / ولا شقيّاً يُباهيكِ بمرتبهِ
أدري وأعلم إذ في ذا بمُنتبهِ / عانيتُ عانيتُ لا حزني أبوح بهِ
ولستِ تدرين شيئاً عن مُعاناتي
أهَلْ تَودّين بعد الـ ( لا ) مناظرةً / مِن بعد ليلى فمن أرجو مُصاهرةً
أأهلها , أم أرى غيراً مؤازرةً / أمشي وأضحك يا ليلى مُكابرةً
عَلّي أُخَبّي عن الناس احتظاراتي
فلا خليلٌ يُواسيني فيحظرني / ولا قريبٌ ويهواني فيبدرني
ولا وليٌّ بفتواهُ فيجبرني / لا الناس تعرف ما أمري فتعذرني
ولا سبيل لديهمْ في مواساتي
أنوء بالآه بل عيشي تراه ظمي / لا ركن يَسندني لا من وليّ حَمي
أُكابد الهمّ , مَن أرجوه في سَقَمي/ يرسو بجفنيَ حرمانٌ يمصّ دمي
ويستبيح إذا شاء ابتساماتي
الحبّ إنْ باءَ ذا قد كان من قِبَلي / ليلى دعيني فما ألقاه من وجلي
فلم أُحمّلكِ مِن شكوى ومن مَللي / معذورةٌ ليل إنْ أجهضتِ لي أملي
ما الذنب ذنبكِ بل كانت حماقاتي
الذنب ذنبي وإن تُبدين جاهلتي / لكنّما في الهوى تبقين ذاهلتي
في عُهدتي لم تكوني اليوم واصلتي/ أَضعتُ في عَرَب الصحراء قافلتي
وجئتُ أبحث في عينيكِ عن ذاتي
تركتُ آهي بظهري جئتُ مُحتَفِياً / بما حملتِ صَفاءً فيهِ مُكتفياً
نبذتُ كلّ مَساءاتي ومصطفياً / وجئتُ أحضانكِ الخضراء مُنتشياً
كالطفل أحمل أحلامي البريئاتي
ظننتُ تَغدين يا ليلاي أجندتي / في اليُسر والعسر ألقاكِ بأعتدتي
وفي المهاوي أيا ليلاي مُسندتي/ غرستِ كفّيكِ تجتثين أوردتي
وتسحقين بلا رِفقٍ مَسرّاتي
لا راحةٌ يَقظتي بل لا وفي وَسَني/ هَجرتُ مَغناي, لم تَحمينِ ذا حُصُني
مُشرّداً تائهاً في السرّ والعَلَنِ / واغربتاه , مُضاعٌ هاجَرَتْ مُدني
عنّي , وما أبحَرَتْ عنها شراعاتي
أسِفتُ قد بِئتُ بالخُسران يا سَندي / سَقيتُ زرعي ولم أُفلح بذي جَلَدي
أهَلْ يحقّ بأنْ أُنفى مَدى أمَدي / نُفيتُ واستوطنَ الأغراب في بلدي
ودمّروا كلّ أشيائي الحبيباتِ
هل جَرّكِ الدهر في نَصْبٍ وفي وَصَبٍ/ أم في القبول لكِ في ذاك مِن إرَبٍ
هل تدّعينَ بذي الإقبال مِن سَببٍ / خانتكِ عيناكِ في زَيفٍ وفي كَذبٍ
أم غرّكِ البهرج الخدّاع مَولاتي
قد رِمتُ في أن تكوني لي بمُفلحتي/ لا أنْ تكوني مع الدنيا بمكدحتي
أدير باسمكِ يا ليلاي مَسبَحَتي / فراشةٌ جئتُ ألقى كحل أجنحتي
لديكِ , فاحتَرَقَتْ ظُلماً جناحاتي
تُلوّحينَ بسيفٍ ليل قاهرتي / ما كان ظنّي أيا ليلى بساحرتي
عَهدتُ تبقينَ قُطباً إذ بدائرتي/ أصيح والسيف مَغروزٌ بخاصرتي
والغدر حَطّمَ آمالي العريضاتِ
يا ليت إسمكِ ألغيهِ ويا حبّذا / مِن بَعد أنْ كان للخفّاق منّي شذى
لكنّما في عيوني بَعد صار قذا/ وأنتِ أيضاً ألا تَبّتْ يداكِ إذا
أثرتِ قتليَ واستعذَبتِ أنّاتي
رماكِ دهر العَنا أنْ صرتِ مسبغتي / من ما أُأمّل من دنياي مفرغتي
أضحت تلاوة هذا الإسم إذ شَوغتي/مَن لي بحذف اسمكِ الشفاف من لغتي
إذن ستمسي بلا ليلى حكاياتي