{ تخميس قصيدة الشاعر الأستاذ خالد الباشق }

روحـــــي تتوق الــــــــى التصوّف إذ بهِ
رَوْحٌ ورَيحانٌ ونفســــــــــــــــــي تشتهي
ولذا أيـــــا نفـــــس المَشــــــوق تَنَبَّهي
عاهدتُ قلبـــــــــــي أنْ أتوب ويَنتهي
عهــــــــــد الهوى وأتوبُ عَــــــــــن ذِكراهُ
أوجَزتُ فـــــي نظمي جميل حكايتي
ضَمّنتها مـــــا أرتئــــــــــــــي بشكايتي
إذ لم تكـــــن فــــي ذا الهيام جنايتي
وأقول للأشـــــواق تلـــــــــــكَ نهايتي
طال الطريق وتهـــــتُ عــــــــــــــن مرآهُ
آهات قلبي قــــــــــــــد غَزَتني بباطلٍ
حتى سئمتُ الحــــــبّ لستُ بجاهلٍ
وغدوتُ فيما نابنـــــــــــــــــي بتذاهلٍ
ما عاد لي في الحبّ خَيط تواصلٍ
قَطَعَتهُ عـــــــــــــــــــــن عَيني هناك الآهُ
لا أرتـــــــــــــــــــــوي بالراح , لا وبِدِنِّهِ
إنْ لم يُراعيـــــــــــــــنِ الحبيب بأمنهِ
أغدو أسيراً كالقريــــــــــــــــــع بِسِنِّهِ
مَن لم يكن محبوبهُ فــــــي حضنهِ
عند اشتياقٍ تاهَ فـــــــــــــــــــــــي نَجواهُ
فإلى متى أبقى أئـــــنّ , الى متى
والدهر في الإيصال ها إذ قد عَتا
أيجوز أنْ أبقــــــــــى حسيراً مُنصِتا
لو مَرَّ شوقٌ فـي أحاسيس الفتى
يَبقى يئــــــــــــنّ الليل فـــــــــــي بَلواهُ
آليتُ إلا أنْ أُقَبِّل فــــــــــي الهوى
محبوب قلبي فالفؤاد به اكتوى
لا تَبخلــــــــــــــنَّ بقُبلةٍ إذ لا سوى
أيــــــــن الحبيب فقُبلةٌ منه الدوا
تَمحو الجوى لــــــــــو تلتقي الأفواهُ
لاشكّ فـــــي القُبلات تبدو نجاتنا
ولهم مُقابلها جميــــــــــــــع هباتنا
لم يَخفَ ذلك من جميل صفاتنا
قُبلات مَــــــــن نَهوى تعيد حياتنا
ترجو الحنين مــــــــــــن الأنين شفاهُ
أروي لمـــــــن أهوى الهيام وأمرهُ
ذا نَزر مما قــــــــــــــد تسنّى نَشرهُ
أدري الهوى جـــــــــداً عميقاً بحرهُ
عشتُ الهوى ظلماً أُعاني جَورهُ
للآن صمتي فــــــــــــــي النوى إكراهُ
قلبي بمن أهواه أضحى نبضهُ
وأهالني إذ قــــــد غَزاني فيضهُ
العشق للقلـــــــب المُتيَّم فَضَّهُ
العشق عهــد الله فرضٌ حفظهُ
بعض القلوب بعشقهــــــــــا أشباهُ
قَسَماً عهودي في الهوى قد زنتها
ما مَرَّ يومٌ فــــــــــــي هيامي هنتها
عَلَناً لمنْ أحببتهُ قــــــــــــــــــــد بنتها
والله ما خنــــــت العهود , وصنتها
ما اخترتُ بَعداً فــــــــــي الهوى لولاهُ
يا ظالماً أوهيـــــــــــتَ قلبي بجلّهِ
إذ لم أكـــنْ للعشق صرتُ بأهلهِ
منهُ رَويــــــــــــــــتُ بفيضهِ ونَهلهِ
الشوق أتعبني وضِقـــتُ بحملهِ
مـــــــــــن ظلمهِ كم صحتُ يا ويلاهُ
كم صِحتُ إذ وكأنَّ عندي بضاعةٌ
إذ ملء نفســـــي مُستهام قناعةٌ
يا ليــــــــت صيحات الغرام مُراعةٌ
لكــــــــــنّ صيحات البعيد مُضاعةٌ
بين السراب تشتّتـــــــــــــــــــت بمداهُ
لا حــــــــــــــــــــــبّ إلا بالوصال ووالعٌ
فالنأي لا يُجدي وليتـــــــــــــــــــهُ نافعٌ
مِلء المَسامع في المغاني صادعٌ
الحـــــــــبّ دون الوصل عمرٌ ضائعٌ
فلترحـــــــــــــــــــم العشّـــــــــــــاق يا اللهُ