[▪] تخميس قصيدة الأستاذ الشاعر منهل الملاح [▪]
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪

لهفان جئت لدار العز في جهد
والروح في وله والقلب مني صد
أجابني إذ صدى الأطلال في كمد
لا تطرق الباب ما في الدار من أحد
▪▪▪لا تطرق الباب أهل الدار قد رحلوا

سارت ركائبهم ما عاد يقطنها
من كان زينتها بالأمس يقتنها
فالركب فيه حدى الحادي ويوهنها
تلك الديار خلت ما عاد يسكنها
▪▪▪ إلا بقايا لهم بالصمت تكتحل

أجئت للدار تملي العين في عتب
أعلمك ما عاد صدر الدار في رحب
من بعد ضعنهم أضحت بذي وصب
بالأمس كنت تلوم الدار من صخب
▪▪▪وكنت تبحث عن ركن وتعتزل

يا لوعة القلب للأفكار صادمة
للحشر تبقى بنفسي وهي دائمة
يا حسرة بالشجا في الروح عائمة
والآن صوت نشيج الروح هائمة
▪▪▪لا شيء غير الصدى والريح تنتقل

لم أخش قبلا إذا وافيت من عسس
ولي بأركانها في النور من قبس
أطلالها اليوم نادتني بذي هوس
كم كنت تخشى على الأشياء من دنس
▪▪▪أمسى عليها تراب الأرض يحتفل

أطلال عز عليها العاذلون بكوا
وخلة من فراق الراحلين شكوا
كانوا لنا الأنس إذ لا غيره سلكوا
الآن وحدك والذكرى وما تركوا
▪▪▪تمشي الهوينا ودمع العين ينهمل

إن جئت بالآلاء واللأواء تقدمها
فهل غير الصدى والذكر يلجمها
تلك المشاعر هل أطلال تفهمها
تكاد تصرخ ثم الآه تكتمها
▪▪▪أنصت فمن يفتح الأبواب إن وصلوا

إن جئت في وله أو سحت في قلل
تبدو المفاصل إرباكا وفي وجل
تشير للراحلين اليوم لا مهل
تدور تبحث في الأرجاء عن أمل
▪▪▪عساه حلما بنور الصبح يرتحل

لو أفصح الدهر عما جاءت الخطب
كالنار تسعر والأرواح تلتهب
فليس بين الورى والخطب إذ نسب
ما أصعب الصمت إن جاءت به الكرب
▪▪▪وحرقة الشوق في الأضلاع تشتعل

تلك العلائق دهر السخط يقطعها
وللنفوس جهارا سوف يفجعها
فلا الدهور ولا الأعوام ترجعها
كانوا حياتك والآمال أجمعها
▪▪▪اليوم تاهت بك الأحلام والسبل

أصوات شؤم فهل للروح تزجرها
وهل بإمكانها الأرواح تسترها
من بعدما كانت الأفذاذ تزهرها
تكاد تسمع أصواتا وتنكرها
▪▪▪كل الزوايا تنادي مسها الخبل

صبت علينا الأسى هذي جرائرها
أفضت علينا الشجا ، أخفت سرائرها
قد أظلمت إذ نحت عنا نوائرها
يا صاحب الدار فلتسدل ستائرها
▪▪▪يا صاحب الدار أهل الدار لن يصلوا