راجعت ما تقدم ، وتوقفت كثيرا عند استعمال كلمة سكتة بعد كل سبب ووتد.
لو قال شخص : فلْتَسْأَلْهُمْ = فلْ تسْ ألْ هُمْ = 2 2 2 2
فلا شك أن ثمة نقطة بين كل سببين يُدرك السامع عندها، هل تلك النقطة سكتة ؟
لو سجلنا الكلام على آلة تسجيل لما كانت هناك سكتَةٌ بمعنى مدة قصيرة ينقطع فيها الكلام تماما في هذه العبارة حتى لو تعمّد المتكلم، وذلك لأن (ـــهمْ ) ضمير متصل بالكلمة نطقا وخطا.
ولكن لو قال المتكلم : همْ فلتسْألْ = همْ – فلْ تسْ ألْ = همْ - فلْ تسْ ألْ = 2 - 2 2 2
لكان أمامه أن يختار في نطقه سكتة تامة تظهر(-) على آلة التسجيل بعد (همْ ) لأنها ضمير منفصل. ولا ريب في ذلك.
وعليه فإن استعمال كلمة ( سكتة ) في الحالة الأولى له مدلول غير استعمالها في الكلمة الثانية، حيث لا يمكن استعمالها بالمعنى الثاني إلا عند توافق آخر سبب أو وتد مع آخر الكلمة.
إلى هنا وهذا وصف موضوعي للواقع كما تدركه حاسة السمع. هل هو كذلك ؟

ولو اتفقنا أن تعبير ( سكتة ) يعني فترة – مهما تكن قصيرة – يمكن أن يظهر مستوى الصوت فيها صفرا، فإنه لا يصح إطلاق هذه اللفظة على نقاط تمايز الأسباب في الحالة الأولى ( فلتسألهم )،
هذا استنتاج ، فما رأيكم ؟
وإذا لم نتفق فما وجه الاختلاف بين الحالتين؟ وما هو الصواب ؟