الفرق بين اللائين كبير في المعنى .
فإن كان بعد لا مبني على الفتحة فهي لا النافية للجنس (النفي مطلق)
وإذا كان بعد لا مرفوعاً فهي لا النافية للوحدة ( النفي فيها لجزء من المنفي وليس مطلق بل هي دليل وجود مماثل ) فلا يجوز لنا أن نقول لا إلهٌ إلا الله ففيها شرك لأن معنى مضمونها توجد آلهة وليس من بينها الله وأما القول لا إلهَ إلا الله ففيها التوحيد المطلق لله تعالى ولا إله غيره .
وبذلك يكون صواب معنى البيت المتوافق مع ما يريد ( لا كفوفَ تمحو) ( لا وجوهَ تسري بها الأنوار)
والمعنى أهم من الوزن إذا تعارضا .
وليس في الأبيات التي ذكرتها نفي مطلق إلا في القول ( لا خيلَ) ولو أراد النفي المطلق فيها جميعاً فيجب أن ينصبها ولو غير التركيب. فالأصل في الشعر البلاغة ثم يليها دقة الوزن.
هذا رأيي والله أعلم.