استعمال علامات الترقيم في الشعر العمودي:
في الغالب لا يحتاج الشعر العمودي إلى علامات الترقيم إذا كان الشاعر جيد البلاغة والفصاحة وقد اختار البحر المناسب لموضوعه، لأن الأصل أن يعتمد الشاعر على اكتمال فكرته في كل شطر أو بيت. وإنَّ الفاصل بين الشطرين يقوم مقام الفاصلة بينهما،ولكن في حالات قليلة قد يحتاج الشاعر لعلامات الترقيم التالية:
- علامتا الاقتباس ".." أو القوسين المتقابلين (..) ليشير إلى أن ما بينهما عبارة أو معنى اقتبسه من غيره، وهذا ضروري جداً من باب الأمانة. مثال :
لا الفَرْحُ فرْحٌ ولا التغريدُ تغريدُ = "عيدٌ بأية حالٍ عدت يا عيدُ"
فالشطر الثاني من قول المتنبي. وقد يوضع بين المقتبستين كلمة غريبة أو عامية وعليه الشرح في حاشية القصيدة.
- الفاصلة (الشولة) للدلالة على وقف قصير ، والشاعر المتمكن لا يحتاجها غالباً. وخاصة أن حروف العطف تغني عن الفاصلة (لا تجتمع فاصلة مع حرف عطف يليها).
- إشارة الاستفهام ؟ إذا كان سياق كلامة يقتضي الاستفهام وخاصة إذا لم يستعمل حرف استفهام ظاهر( يجوز حذف حرف الاستفهام في اللغة)، وإذا استعمل حرف الاستفهام فهو بخيار في استعمال إشارة الاستفهام . مثال
قول عمر بن أبي ربيعة
فو الله ما أدري وإن كنت رامياً= بسبع رميت الجمر أم بثمان؟
يريد : أبسبعٍ رميت؟ ولا يشترط وجود أم كقول الكميت بن زيد الأسدي:
طربت وما شوقاً إلى البيض أطرب= ولا لعباً مني وذو الشيب يلعب؟
يريد : أوَ ذو الشيب يلعب؟
- لا تستعمل إشارة الحذف في الشعر العمودي ( ثلاث نقاط متتالية ...) ومكانها في النثر أو القصة الشاعر، وقد يحتاجها شاعر التفعيلة.
- لا تستعمل النقطة في الشطرلأنها تدل على انتهاء فكرة قبل أوانها وهذا يضعف البيت ويدل على ضعف الشاعر في قوة سبك الأفكار والإتيان بها مُقاسة على قدر الوزن.
وهكذا يكون الأصل في رسم القصيدة تحت مظلة قواعد النحو والإملاء مع الاهتمام بتنظيم رتوشها الجمالية في تقسيم الأعمدة وتوحيد رسم القوافي قدر الإمكان واستعمال علامات الترقيم عند الضرورة. :001::001:
لم أعثر على طرح الفكرة في الشابكة، ومن أراد مناقشتها فأنا له من الشاكرين. وإذا نسينا فكرة تتعلق بالموضوع فلنتذاكرها معاً.
وأعتقد أن هذا البحث بتكامله يستحق التأمل
والشكر لكل من مر عابراً واستفاد فلنا الأجر جميعاً
التعديل الأخير تم بواسطة {{د. ضياء الدين الجماس}} ; 12-02-2015 الساعة 08:09 PM
واتقوا الله ويعلمكم الله
والله بكل شيء عليم
المفضلات