3- المقاطع الصوتية والمقاطع لعروضية ( بين اللسانيات والعروض )

( ص – 60)

" على أن الفرق بين التنعيم والعروض شاسع، ذلك أن الأول لا يتعدى تحليل البيت إلى كلمات بسيطة هي (نعم) و (لا) فهو بذلك يظل بسيطا لا يتعدى بساطة تلك الكلمتين اللتين يتكون منهما. أما العروض فإنه نظام متكامل .وتشكل بساطة الأول مظهرا من مظاهر ما قبل العلم، أما نظام الثاني وتسلسله وتكامله وتشعب قضاياه، فتلك مظاهر العلم. "

تلامس هذه الفقرة موضوع الفرق بين ( العروض) و (علم العروض)

https://sites.google.com/site/alaroo...lrwd-wlm-alrwd


يتحدث هنا عن التنعيم و (علم العروض) وارى العروض بينهما وهو إلى التنعيم أقرب منه إلى (علم العروض)


( ص- 66 )

" ... أي أن المحدثين لم يعتبروا الحركة صفة للحرف بل جعلوها صوتا مستقلا، بينما جعل الخليل – كغيره من اللغويين والنحاة الحركة صفة ملازمة للحرف، ولم يميز في الحرف بين الصامت والصائت. ولعل هذا ما دفع بالدكتور تمام حسان إلى أن يقول: ( إن علم اللغة الحديث لا يجعل أيا من الصحيح ( الصامت ) والحركة ( الصائت ) ملك يمين للآخر، وبما أنهما وحدتان مستقلتان متتابعتان، لا ترد إحداهما وصفا للأخرى.......ورغم أن الخليل كغيره من القدماء جعل الصائت صفة للصامت فسمى الصامت حين يتبعه الصائت متحركا إلا أنه كان يدرك طبيعة كل منهما، والفروق الدقيقة بينهما"



المقصود بالصامت الحرف الصحيح ويرمزون له بالأجنبية C وبالعربية ص

أما الصائت فهو الحركة كالفتحة ( صائت قصير ) ورمزه v وبالعربية ع أو ح وصائت طويل ورمزه v v أو V ويشمل حروف المد ورمزه وبالعربية ع ع أو ح ح

والوحدة العضوية بين الحرف وحركته في العروض العربي كالوحدة العضوية بين الوردة ورائحتها.

جهل جل إن لم يكن كل العروضيين العرب بمنهج الخليل أوقعهم في هزيمة نفسية في موقفهم تجاه اللسانيات المعاصرة التي لا تُنكَر أهميتها في التعبير عن الأصوات البشرية. ولكن ذلك شيء والتقعيد لعلم العروض العربي بدلالة ركنيه السبب والوتد شيء آخر.

وبرئت من ذلك عالمة أدركت جانبا من منهج الخليل وهي جوان مالنج.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

دراسة ميكانيكية الحركة تتناول الأعضاء والقوى ولا يلغي ذلك تحليل الدم ولكنه لا علاقة مباشرة له بقواعد الحركة.

قول د. شكري عياد أعلاه ومن نحا نحوه من العروضيين العرب في تفضيلهم تناول العروض العربي بالمقطعين الصوتيين 1 و 2 دون أخذ الوتد بعين الاعتبار ناجم عن جهلهم بمنهج الخليل المنسجم مع طبيعة العربية والعرب في إحساسهم بالوزن. جهلهم بمنهجية الخليل هزمهم نفسيا أمام النمهجية الوحيدة التي عرفوها وهي منهجية الغربيين.

اللسانيات بمقطعيها الصوتيين 1 و 2 حسب ترميز الرقمي تفي بوصف الوزن في الأشعار الغربية والشعر العربي.

في الأعاريض الغربية هناك قاعدة واحدة رئيسة هي ترديد ذات المقطع العروضي ( بالمفهوم العربي) في كل بحر.

فكأن الوصف اللساني إذ ذاك يفي بحاجة التقعيد كذلك.

الأمر في العروض العربي مختلف. فالمقطعان الصوتيان 1 و2 صالحان للتعبير عن وصف الوزن. ولكنهما – لتجاهلهما الوتد - وهو بمضمون صفاته ركن التقعيد الأهم للعروض العربي. سواء كان ذلك بصفاته الذاتية أو بما يحدده من صفات الأسباب حسب موقعها من الهيئة التي ينشئها الوتد.– لا يصلحان للتقعيد في العروض العربي وغن صلحا لمجرد وصف الوزن. ذلك أن مقطعيه العروضيين الأساسيين هما 2 و 3

الوحدات العروضية التي تشكل نهاية المطاف في أعاريض الأشعار الغربية هي اللبنات الابتدائية في نظام العروض والشعر العربيين ونظام الخليل ومنهجه يقوم بضبط تداخل وتناوب وتكرار وكم وهيئة ما ينشأ عن اجتماع تلك المقاطع وما يستحسن ويكره ويمتنع فيها ، وهيهات للسانيات أن تصف ما لا يعرفه مؤسسوها من حال العروض العربي.

وقد أدركت هذا العالمة جوان مالينج القائلة :

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

كما أوضح ذلك الأستاذ د. إدوار سعيد :

"لقد كان أحد الضوابط المقيدة التي أثرت على المفكرين المسيحيين الذي حاولوا فهم الإسلام ينبع من عملية قياسية: مادام المسيح هو أساس العقيدة المسيحية، فقد افترض -بطريقة خاطئة تماماً- أن محمداً كان للإسلام ما كانه المسيح للمسيحية ومن ثم إطلاق التسمية التماحكية "المحمدية" على الإسلام هذا المبدأ ينطبق بتمامه على عروض الشعر العربي الذي بدأت عملية تحديثه على أيدي المستشرقين في عشرينيات القرن التاسع عشر تقريباً"


وقد دحض ذلك بعض العروضيين العرب كما تفضل الأستاذ محمد العلمي أعلاه ولكن عباراته كانت دون ما ينبغي . فالأوتاد والأسباب هي أدوات المنهج القادرة والسليمة دون سواها للتقعيد للعروض العربي.

وكذلك قال أستاذي د. خلوف :

http://www.alqaseda.net/vb/showthread.php?t=19133



"ولا بأسَ عندنا من استخدام المقاطع اللغوية أحياناً لتفسير بعض الظواهر اللغوية في الشعر، إلاّ أن كفّةَ المقاطع العروضية ترجح عندنا في دراسة الإيقاع في الشعر. "

وينطبق على عبارته ما ينطبق على قول د. العلمي من كونها أقل مما ينبغي.

ولو عرف أستاذاي الفاضلان منهجية الخليل كما يقدمها الرقمي لقالا ما قالته جوان مالنج ولربما تجاوزاها في القول إن دوائر الخليل بأسبابها وأوتادها هي دون سواها الأساس الوحيد الصالح للتقعيد للعروض العربي.

*****

4- الأسباب والأوتاد والنثر والشعر

فيما يخص حديثه عن :" إليه – امتد – استقام " يقول :" فنحن نعلم أن الخليل لم يزعم أن الأسباب والأوتاد تصلح لتحليل الأصوات اللغوية عموما ، وكل ما فعل أنه جعلها وحدات صوتية في إيقاع الشعر لا في النثر، وذلك بلغة العصر يعني أنها وحدات وظيفية في مستوى كلامي معين هو الشعر..... ولأؤكد كلامي سأدخل هذه الكلمات..... في بيت من الشعر"

يذكرني قوله هذا بموضوع النثر العربي كله أسباب وأوتاد . وأنا أقول بذلك.
https://sites.google.com/site/alaroo...asbab-wa-awtad

ثم إن استعمال د. العلمي لهذه الألفاظ في بيت من الشعر يعني أنها أسباب وأوتاد قبل إدخالها في البيت الشعري وبعده.