السّلام عليكم جميعا
سأشي ببعض أسرار الكتاب هنا
في البداية يتعيّن أن أبيّن أنّ منهج البحث المعتمد تجريبيّ بحت يرتكز على دراسة تطبيقيّة لمعلّقة امرئ القيس كاملة. و جلّ النّتائج مستخلصة منها بحيث لم أعتمد أيّة فرضيّة مسبقة سوى ما اشتهر و اتّفق عليه, ألا و هو دور الأوزان في الجرْس الشّعري و دور صفات الحروف العربيّة من جانب كمّيّ فحسب, و هو ما لا يختلف فيه اثنان.
و هو يعتمد ترجمة الوحدات الأدبيّة إلى أرقام مثل ما يحصل مع مختلف علوم الاجتماع و النّفس حتّى نتمكّن من تحقيق دراسة كمّيّة عن طريق الأدوات الرّياضيّة و الإحصائيّة. و قد تجاوزت فيه الطّرق الوصفيّة إلى الإحصاء المتقدّم الذي يقتضي الرّبط بين مختلف عناصر الدّراسة.
و اعتمدت السّهولة في الطّرح بتجنّب المصطلحات المتعلّقة بالبحث العلمي و الإحصاء عموما و تبسيط المفاهيم الإحصائيّة, محاولا بذلك الجمع بين جانب البحث العلمي بما فيه الطّرق الإحصائيّة و الجانب الأدبي و الفنّي. فإذا اقتضى الوضع عرضا أدبيّا لجأت إلى الأسلوب الأدبي و إذا اقتضى عرضا رياضيا لجأت إلى أسلوب الوصف و التّحليل و الاستنتاج المتعلّق بالجانب الإحصائي.
و قد تعيّن أن أختم كلّ مرحلة رياضيّة بتعقيب أدبيّ حتّى أربط النّتائج بالأهداف و الرّؤى الأدبيّة.
و بعد إتمام للبحث قمت بإجراء مرحلة أساسيّة و هي البحث عمّا يشهد للنّتائج من الكتب و البحوث السّابقة -قديما أو حديثا. فتكون كذلك شاهدة عليه. فليس أفضل من أن يسلك الأشخاص طرقا متعدّدة دون اتّفاق مسبق ثمّ يصلون إلى مكان واحد. و هو دليل على صحّة الطّرق و على صحّة المكان. فبلوغ مكان واحد دليل على أن الطّرق المتّبعة سليمة و تعدّد الطّرق على اختلافها دليل على صحّة المكان. كمن يتّبع طرقا هندسيّة و آخر طرقا جبريّة و آخر طرق المنطق فيصلون جميعا إلى نتيجة واحدة. و أقتصر هنا على بيان أمور أساسيّة.
المفضلات