السلام عليكم
رابط الأخ النورس لا يفتح وأحببت أن أشارك في هذا الموضوع فعذراً مسبقاً إن كان هناك تشابه بين مشاركتي ومشاركة النورس

جاء في كتاب العمدة في محاسن الشعر وآدابه لإبن رشيق الأندلسي ما يلي :

عن الأخفش قال :
سألت الخليل بعد أن عمل كتاب العروض: لم سميت الطويل طويلاً؟
قال: لأنه طال بتمام أجزائه،
قلت: فالبسيط؟
قال: لأنه انبسط عن مدى الطويل وجاء وسطه فعلن وآخره فعلن،
قلت: فالمديد؟
قال: لتمدد سباعيه حول خماسيه،
قلت: فالوافر؟
قال: لوفور أجزائه وتداً بوتدٍ،
قلت: فالكامل؟
قال: لأن فيه ثلاثين حركة لم تجتمع في غيره من الشعر،
قلت: فالهزج؟
قال: لأنه يضطرب؛ شبه بهزج الصوت،
قلت: فالرجز؟ قال: لاضطرابه كاضطراب قوائم الناقة عند القيام،
قلت: فالرمل؟
قال: لأنه شبه برمل الحصير لضم بعضه إلى بعض،
قلت: فالسريع؟
قال: لأنه يسرع على اللسان،
قلت: فالمنسرح؟
قال: لانسراحه وسهولته،
قلت: فالخفيف؟
قال: لأنه أخف السباعيات،
قلت: فالمقتضب؟
قال: لأنه اقتضب من السريع،
قلت: فالمضارع؟
قال: لأنه ضارع المقتضب،
قلت: فالمجتث؟
قال: لأنه اجتث، أي: قطع من طويل دائرته،
قلت: فالمتقارب؟
قال: لتقارب أجزائه؛ لأنها خماسية كلها يشبه بعضها بعضاً.

وجعل الجوهري هذه الأجناس اثني عشر باباً، على أن فيها المتدارك: سبعة منها مفردات، وخمسة مركبات،
قال: فأولها المتقارب، ثم الهزج، والطويل بينهما مركب منهما، ثم بعد الهزج الرمل، والمضارع بينهما، ثم بعد الرمل الرجز، والخفيف بينهما، ثم بعد الرجز المتدارك، والبسيط بينهما، ثم بعد المتدارك المديد، مركب منه ومن الرمل، قال: ثم الوافر والكامل، لم يتركب بينهما بحر لما فيهما من الفاصلة.

وزعم أن الخليل إنما أراد بكثرة الألقاب الشرح والتقريب، قال: وإلا فالسريع هو من البسيط، والمنسرح والمقتضب من الرجز، والمجتث من الخفيف؛
لأن كل بيت مركب من مستفعلن فهو عنده من الرجز طال أو قصر،
وكل بيت ركب من مستفعلن فاعلن فهو من البسيط طال أو قصر،
وعلى هذا القياس سائر المفردات والمركبات عنده.
والمتدارك الذي ذكره الجوهري مقلوب من دائرة المتقارب، وذلك أن فعولن يخلفه فاعلن ويخبن فيصير فعلن. اهـ

وهذا كلام يستحق الملاحظة والمتابعة .