أخي واستاذي مؤمن
أسعدك الله
من ردك الأخير تيقنت أن أغلب الأمر لديك متعلق بالمصطلح وحقوق التسجيل لا بالمضمون
ورغم أني لا أعتبر هذا الأمر في نفس أهمية الجوهر إلا أن لي وجهة نظر فيه وفي بعض ما أثرته وهي :
1- الخليل لم يعتبر المتدارك بحرا لأن العرب لم ينظموا عليه ومعرفته به كمعرفته بسائر ما سمي البحور المهملة
2- الذي يقال أن الأخفش استدركه وهو لا يحوي تفعيلة فاعلن، وأرجح أن فاعلن دخلت فيما بعد كتأصيل لكل من فعِلُن فعْلن
مثال السيارة
السيارة يابانية تصفها مجموعتان واحدة منها أنا وفيها الأساتذه د. أحمد مستجير يرحمه الله ود. عمر خلوف و الأستاذ سليمان أبو ستة وهم سبقوني إلى تسمية الخبب وتمييزه عن المتدارك، وربما كان هناك سواهم، والأخرى من جاء بعد الأخفش بل ربما كان منهم الأخفش ولا أعرف يقينا.
وليس من إنصاف الأخفش أن نغير الاسم الذي أطلقه على سيارته أو ندعي صنعها، فمن وصف ليس من صنع. فليس هناك كما تظن شيئان مختلفان بل توصيفان مختلفان لشيء واحد هو الخبب الأخفشي وسيكون من المفيد أن تستقصي تاريخيا دخول ( فاعلن ) على بحر متوحد مع الخبب.
الأسماء أطلقها كثيرون على تداخل الخبب والمتدارك وعلى فترات متفاوتة ومنها
الخبب – المتدارك - قطر الميزاب - نقر الناقوس - المحدث ، وربما هناك سواها
واختيار اسمين أحدهما للمتدارك والآخر للخبب أمر اصطلاحي أسلم لك فيه بما تشاء مع أني لست السباق لهذه التسمية. فكيف تحاسبني أنا على استعمال مصطلح وجدته ذا دلالة محددة فاستعملته كما وجدته؟
يبقى موضوع كنت أتمنى أن يحظى باهتمامك بل وردك
وهو يتعلق بقول من قال بأن الخبب من المتدارك وأن فعْلن مقطوعة فاعلن. وأنه كسائر البحور
فهل يجوز في العروض العربي القطع في الحشو ؟ بل كدارس للرقمي توقت أن تسأل " ولو أجزنا قطع فاعلن في الحشو فلماذا يكون هذا والخبن إلزامين ويمتنع عدم مزاحفة فاعلن مع القطع ؟ "
وفيما يخص المضمون فإن هذا المذهب ركن أساس في الرقمي ولا يستقيم الرقمي بدونه، والمصداقية في الأساس مرهونة بسلامة النتائج .
كلامك عن أضرار التفاعيل أحيلك فيه على ردي على أستاذي د. غانم لتشابه الحال، وبينت فيه أثر التفاعيل على ثلاثة عروضيين ومثل هذا كثير في المنتدى.
http://arood.com/vb/showthread.php?p=33934#post33934
وعلى فكرة فقد نشرت حواري مع د. غانم في المنتديات بعنوان ( العروضيون والعروض الرقمي )
ونصه الذي يمثل قناعة تزداد لدي بالتجربة كل يوم :
د. عبد العزيز غانم صاحب كتاب باسم ( العروض الرقمي) وفيه يستعمل نفس الأرقام في التعبير عن الوزن بذات الطريقة التي تسود في الرقمي المعروف. وقد توصل لذلك بجهده، وتوقف عند ذلك وأخذ يقدم مضمون العروض التفعيلي بالأرقام شكلا ، كما كنت أفعل أنا في بداية الرقمي.
في الرابط التالي حوار بيني وبينه يبين أن الرقمي مضمون قبل أن يكون أرقاما.
كما يبين بشكل عام أن الفجوة ستبقى كبيرة بين أكثر العروضيين والعروض الرقمي لما للحدود من فتك بالأذهان.
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/dr-ghanim
وستلمس أضرار أخذ التفاعيل دون ربطها بمنهج الخليل في نفسك كما ألمسها في نفسي في حدها من طلاقة فهم منهج الخليل. وأكرر أن ذلك ليس خطأك ولا خطئي بل هو نتيجة لوضع التفاعيل خلال قرون في إطار منهج تجزئيئي تجسيدي يقوم على الحفظ على حساب شمولية فكر الخليل شمولية تقوم على الفهم وكان ينبغي أن تطرح التفاعيل في ذلك الإطار وأن يركز في الطرح عليه .