أخي وأستاذي الكريم د. أحمد سالم

التمييز بين الذاتية والموضوعية أمر لا بد منه في مجال البحث العلمي.


الخروج من الموضوعية إلى الذاتية أمر يتعارض مع علمية البحث.
وضعك لردك على كلامي تحت عنوان ( التدليس والتلبيس ) مؤشر واضح جدا إلى الانتقال من الموضوعية إلى الذاتية، أقول واضح جدا لأن وضوحه بدرجة أقل سطوعا ظهر في الفترة الأخيرة وكنت أحاول تجنب إحساسي به وعدم البناء عليه في ردودي عليك. لا يخفف من ذاتية ردك ما تكرره من عبارات الاحترام الشخصي.

أما وأني طرف في هذا المسلسل فاسمح لي بقليل جدا من الذاتية لأشارك بإضافة كلمة إلى العنوان ليصبح حكايات (التدليس والتلبيس والتخبيص )

واستعمالي لها جاء على مضض لأنه يشكل استجابة لتوجهك – نحوي أنا تحديدا - في الخروج عن الموضوعية، التي أحرص عليها. وسهل خروجي المحدود هذا ثلاثة أمور :

1- استفزازك الشديد في التطاول على أعظم مفكر في تاريخ العرب الخليل بن أحمد من جهة ثم إدراج حوارك معي تحت هذا العنوان الذي لا ينضح موضوعية.

2- ما لدي من طبيعة النفس البشرية في الاستجابة في الدفاع فيما يخص الأمور الذاتية، ولكني كبحت ذلك وسأواصل كبحه. وطالما تجنبت استعمال الوصف الذي يتطرق لذهني لدى قراءتي بعض آرائك وجهدت في البحث عن بدائل لتخفيف وصف بعض ما أراه خطأ لديك أو حتى أسوأ . ذلك لأني أعتقد أن رأيي تجاه ما تتفضل به يبقى ذاتيا بالنسبة لكل من لا يقتنع برأيي ولا بما أقدمه من دلائل. فأحجم لذلك السبب وكذلك احتراما لشخصك عن استعمال ما يخطر ببالي من أوصاف.

3- ما تحمله كلمة تخبيص من بعض الإيجابية التي ترفعها – على مستوى مقياس الذاتي والموضوعي - عن مستويي كلمتي التدليس والتلبيس، فهما سلبيان على ذلك المقياس.. فكلمة التخبيص ذات بعدين :

أ – إيجابي : لجهة المعنى بالفصحى حيث جاء جاء في لسان العرب :" خَبَصَ الحلواء يَخْبِصُها خَبْصاً وخَبَّصها: خلَطها وعمِلَها." وهذا يتعلق بما صح لدي من آرائك التي تتوافق عن الخليل وقد يراها بعض أهل الرقمي منسوخة نسخا عن الرقمي جرى تنكيره. وهو ما جرى الحديث حوله بيني وبين بعض أهل الرقمي وجهدت لعدم ظهوره على السطح .

ب – سلبي لجهة ما يخالط المعنى العامي من دلالة على العشوائية والاعتباطية.

سيكون - إن شاء الله - ردي المفصل على ما تفضلت به في مشاركتك الأخيرة من شقين :

الأول : أن ما لديك من صواب فهو يتفق100 % مع ما يقدمه الرقمي من منهج الخليل. ذكرت شيئا عن اتهامك بالنقل عن الرقمي. أي اتهام كهذا بلا بينة اتهام باطل.
الثاني : أن ما لديك من خطإ فمرده إلى تخبيصك.

وردي القادم موجه لك كما لأهل الرقمي. وأنا في الأغلب سأتجنب المزيد من الدخول في حوار معك بعد هذه العتبة التي تفصل بين الموضوعية التي كنت أمني نفسي بها والذاتية التي أراك تغذ الخطى نحوها، ونجحت في جري قليلا إليها . وأنا من الآن أقول لك قل ما تشاء عني شخصيا فلن أرد عليك في أي أمر شخصي. وحتى الموضوعي سأترك لمن شاء من أهل الرقمي أن يتحاور معك فيه. ويبقى المنتدى منتداك أكتب فيه ما تشاء. فتوقفي عن حوارك أمر ذاتي لا علاقة له بموضوعية حريتك في قول ما تشاء. وإن كنت أتمنى أن تخفف من الأمور الذاتية.

الذاتية في الحوار دليل إفلاس في الموضوعية. كثير من حواراتي انتهت هذه النهاية التي أتوقف فيها عن الحوار عند بداية انزلاق محاوري إلى الذاتية .


نقطتان أخيترتان ،

1- نحن ننقل في الرقمي النص حرفيا حتى ذلك الذي يتهمنا بأننا عملاء للصهيونية . أرجو أن تراجع الرابط:
http://arood.com/vb/showthread.php?t=1450
وسأنقل للصفحة بعض ما تفضلت به وخاصة ( التلبيس والتدليس )

2- في مسيرتي لاستكشاف منهجية الخليل أخطائي تفوق ما لدي من صواب . معظم ما لدي من صواب جاء بعد سلسلة من الاستكشاف والافتراضات والتفكير بصوت عال كتابة ثم إعادة النظر واستدراج النقد وشكر الناقدين والتصويب غير مرة وشكر المصححين . ولا أزعم أني تجاوزت او ساتجاوز تلك المرحلة للدرجة التي تخلو من الأخطاء. فذلك ليس ولن يكون سبيل العلم. كل ذلك لا دخل له من قريب أو بعيد بالناحية الشخصية . من اختلطت نظرته لعلمه بنظرته لذاته استحكم به الهوى. ومن كان رائده الحق تبعه دون حرج من أية جهة جاء. وإليك صفحة من أخطائي بعنوان ( هبابي المنيل )
https://sites.google.com/site/alaroo...be-al-menayyel

أنت ما شاء الله من أول محاولة .......

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي