اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة


وهل ناقشنا الموضوع أستاذي لتتوصل للنتيجة ؟

لعلك ضقت ذرعا برأي أستاذي د. ضياء الدين الجماس . الحساسية الزائدة تجاه الراي الآخر لا تشجع الحوار، بل تكاد توقفه قبل أن يبدأ.

أما عن نفسي فقد اتفقت وإياك على تأجيل الحوار حتى تنتهي ؟

أما وقد أثرت الموضوع فأرجو أن تتصفح الرابط الذي كنت أسجل فيه بعض خواطري لطرحها في سياق عام بعد إنجازك حسب اتفاقنا :

https://sites.google.com/site/alaroo.../r-10/dr-ahmed

جاء فيه حول ما بين بعض مقولاتك والرقمي ما يلي :


هل هاتان عملتان أو وجهان لعملة واحدة ؟
هل نحن أمام منهجين ؟
أليس هذا تطابقا في المضمون وإن اختلف التعبير ؟


أستاذي الحوار ليس تصفيقا وليس مجابهة إنه موضوعية وبحث. وليس فيه أي وزن للاعتبار الشخصي.

وستجد في ردي تجسيد ذلك بحول الله.

احتفاؤنا باختلاف وجهات النظر يفوق احتفاءنا باتفاقها.

وحقيقة أعتبر منهجك بعثا لحراك فكري يثري العروض ويندر مثله في المنتدى، وذلك بغض النظر عن الاتفاق والاختلاف.

ولكني أتمنى أن لا تضيق ذرعا بالاختلاف فهو مادة الحوار وبدونه لا حوار.

حفظك ربي ورعاك.
مرحبا بكل نقاش وبكل اختلاف في الرأي يخدم العلم وينميه

يقول أستاذنا الكريم م / خشان خشان :
لنأخذ الخفيف مثالا لمقارنة منهجَي أستاذنا د. أحمد سالم والخليل
في الأوزان الستة نلاحظ اجتماع وتدين متتاليين //o//o يسبقهما سبب لا يزاحف /o,
2 3 ]2[ 3 3 2 3 2
الجدول التالي يمثل ما أراه الفارق الأهم بين منهج الخليل كما يصوره الرقمي ومنهج أستاذنا د. أحمد سالم والمتعلق بمقاطع المحاور

د/ أحمد 2 3 ]2[ 3 3 2 3 2
الخليل 2 3 }2{ 2 [2] 3 2 3 2

الجوهر : مستفع لن تصبح متفع لن أم متفعلن تصبح مستفعلن
القول الأول : 2 2 تزاحف فتصبح 3
القول الثاني 3 تنشق فتصبح 2 2
هل هاتان عملتان أو وجهان لعملة واحدة ؟

أنا أعرف الخليل جيدا وأعرف ما يقوله في الخفيف , لذلك لن يخدعني الرقمي حين يتقمص شخصية الخليل في محاولة لإجراء عملية تجميل لعروضه , وسأضع وزن الخفيف عند الخليل وتحته وزن الخفيف عند الرقمي لنرى الوزن قبل عملية التجميل وبعده :

........................... فاعلاتن . مستفع لن . فاعلاتن
الخفيف عند الخليل ..... 2 3 2 2 [ 2 1 ] 2 2 3 2
الخفيف عند الرقمي .... 2 3 } 2 { 2 [2] 3 2 3 2
.......................... فاعلاتن . مستفعلن . فاعلاتن

ربما لأن أهل الرقمي لا يعرفون التفاعيل فقد يتوهمون أنه لا فرق بين الوزنين , ولا بين ( مستفع لن ) و( مستفعلن )

يقول الخليل : مستفعلن تتكون من (سبب + سبب + وتد مجموع)
ويقول أيضا : مستفع لن تتكون من (سبب + وتد مفروق + سبب)
والرقمي يقول : مستفع لن تتكون من ( سبب + توأم وتدي )
ويعني به وتد مفروق مشترك مع وتد مجموع في حركة بينهما

هل هذا اختلاف ظاهري شكلي , أم أنه اختلاف جوهري ؟؟

الخليل يقول هذا اختلاف جوهري لأن لـ ( مستفع لن) شخصية مغايرة لـ ( مستفعلن ) ويظهر ذلك في سلوكها حين تدخلها الزحافات :

يقول الخليل في زحافات البحر الخفيف : يجوز في كل جزء منه الخبن لمعاقبة وغير معاقبة , فما خبن لمعاقبة يسمى مخبون الصدر وبيته :
وفؤادي كعهده بسليمى *** بهوى لم يزل ولم يتغير
///ه/ه . //ه//ه . ///ه/ه *** ///ه/ه . //ه//ه . ///ه/ه
فعلاتن . مفاعلن . فعلاتن * فعلاتن مفاعلن . فعلاتن

ويجوز في كل جزء منه غير الضرب أن يكف لمعاقبة وغير معاقبة فما كف لمعاقبة سمي مكفوف عجز وبيته :

يا عمير ما تضمر من هواك *** أو نجن يستكثر حين يبدو
/ه//ه//ه/ه///ه//ه/ *** /ه//ه//ه/ه///ه//ه/ه

ويجوز كف فاعلاتن مع خبن مستفع لن لعدم الفاصلة الكبرى بين الجزأين وبيته :

ثم بالدبران دارت رحانا *** ورحى الحرب بالكماة تدور
/ه//ه///ه//ه/ه//ه/ه *** ///ه/ه//ه//ه///ه/ه


ويجوز في كل جزء منه غير الضرب أن يشكل لمعاقبة يسمى مشكول طرفين , وما شكل لمعاقبة يسمى مشكول عجز وبيته :

صرمتك أسماء بعد وصالـ *** ـها فأصبحت مكتئبا حزينا
///ه/ /ه/ه//ه///ه/ *** /ه//ه/ه//ه///ه//ه/ه

هذا هو الخفيف عند الخليل كما أعرفه , فمن أي خليل جئت بما تزعمه وزنا للخفيف عند الخليل ؟؟

وفقه العروض يقول : وزن الخفيف ( فاعلاتن مفاعلن فاعلاتن )
لا يدخل فاعلاتن إلا الخبن ومفاعلن يدخلها الشق فتصبح مستفعلن

وقس على وزن الخفيف كل أوزان دائرة المشتبه , بهذه الزحافات التي ترقى لدرجة الخرافات والناتجة من فيروس الوتد المفروق .

لا أعرف هل يمكننا عرض السؤال مرة أخرى وهل ستكون الإجابة واحدة بعد أن تخلصنا من محاولة الخداع السابقة ؟؟

أسمع أحدهم يقول الفرق واضح بين فقه العروض وبين الخليل , لكن الفرق بين الرقمي وبين فقه العروض لا يذكر والرقمي له فضل السبق , فماذا تقول ؟؟

أقول أن الرقمي لم يفعل شيئا غير الإقرار بجزء من الواقع الشعري فاعترف بأن كف مستفع لن ليس إلا خرافة عروضية ومن ثم قال بأن ما بعد الوتد المفروق وتد مجموع , وهذا خروج على عروض الخليل وتمرد غير معلن عليه , فقد غير أوزان الخليل فجعل السبب عند الخليل وتدا , وهدم مبدأ من مبادئ الخليل وهو أن كل تفعيلة تحتوى على وتد واحد فقط , ومنع زحافات يقرها الخليل .
وقد أصاب الرقمي بقدر اعترافه ببعض الواقع الشعري , لكن لا زال عنده بعضا من أسباب الفساد العروضي وهو تمسكه بأن كف فاعلاتن مستثقل وليس ممنوعا أو شاذا , والفساد العروضي الأكبر يحدث عندما تكف فاعلاتن وبعدها مستفعلن , لأن هذا يقلب موسيقى الوزن ويجعل فعولن تحل محل فاعلن وهما معكوسان أو مقلوبان موسيقيان .

وأيضا قس على ذلك وزن المنسرح والمقتضب فنفس الفساد العروضي يحدث لهما ولنفس السبب ,
أما فقه العروض فقد وضع القواعد التي تمنع هذا الفساد في موسيقى الأوزان , في أبسط صورة وهو القول بأن مفعولن لا تأتي كأصل للوزن أبدا وأنها متى جاءت تكون بديلا لأصل ولا تملك إلا أن تعود لأصلها , ويمتنع أن تتحول لمعكوس الأصل .

كما أن تمسك الرقمي بأن مستفعلن أصل الوزن يجعله لا يرى ولا أمل أن يرى أن الخفيف هو المتدارك في ثوبه الواقعي وليس تلك الخرافة المستخرجة من الدوائر , فلو اعترف الرقمي بأن أصل مجزوء الخفيف هو ( فاعلاتن مفاعلن ) كما تأتي في الواقع الشعري وأن الأوتاد ليست ألوانا يضعها العروضي فيقول هذا وتد أحمر فهو أصلي وهذا وتد أزرق فهو ليس أصلي , وخاصة إذا كان ثابتا في الأوزان مثل السريع المكشوف المطوي , وعروض الطويل , والمقتضب , ومعهم مجزوء الخفيف

لكن يبدو أن الرقمي تخلص من نصف أمراض العروض الخليلي واحتفظ بالنصف الآخر .

وسأناقش باقي أسئلة الرقمي في وقت آخر بعد أن أحصر كل المشكلات التي أرقت الرقمي وأطرحها معا بحلولها التي وضعها فقه العروض مع عمل مقارنة , بين عروض الخليل والعروض الرقمي حين يختلفان وفقه العروض حتى لا تخدعنا بعض المظاهر المتشابهة فنظن أن جوهرها واحد .

دمتم أساتذتي الكرام في خير وسعادة