يتناول د. أحمد سالم ردي الذي يجيء في إطار حوار يفترض أن يكون موضوعيا بشكل شخصي وكأنه في ساحة معركة لا ساحة حوار.


ويجب أن يكون للمحاور حق الخطأ. فأنا مثلا أخطأت في حملي ما ذهب إليه من جواز حذف السبب في أول التفعيلة على محمل عام.


وكيف كان لي أن أعرف الصواب لولا أنني أخطأت فصوبني بقوله إنه يعتم\ " مبدأ حذف سبب من التفعيلة ( بعد التكرار الثنائي لعمل فاصلة موسيقية )أي بعد أن تتكرر التفعيلة مرتين , وليس مطلق التفعيلة"


أي حوار هذا إن كان خطأ مني أتعلم منه يثير لدى الدكتور الفاضل كل هذا الذي لا أعرف بم أصفه بحيث لا أستفزه.
هل كان المطلوب لتجنب هذا الجو أن أصفق وأن أكون معصوما من الخطأ ؟


****


بعد هذه المقدمة أحرر القضية التي يقول الدكتور وأرد عليها.
1- إذا جاءت تفعيلة بعد تكرار ثنائي يجوز حذف أولها والناتج ينسب للبحر في حالته قبل حذف ذلك السبب


2- ينسب تفسير الخليل للحالة بين المديد والرمل بأنها تبدأ بمقولة تشعيث فاعلاتن الثالثة .


نبدأ بقوله :" إن الخليل يقول بتشعيث فاعلاتن الثالثة في الرمل " فيصبح الوزن 2 3 2 2 3 2 2 2 2 .


فلا علة ولا زحاف في سائر بحور الخليل يسمح بإنتاج 4 أسباب متوالية. ( 4× 2 = 8)
وأنا هنا أحاور انطلاقا من فهمي لمنهج الخليل والحكم في ذلك للواقع الشعري.


وهذا هو الفرق بين جواز التشعيث في الخفيف = 2 3 2 4 3 2 2 2 = 2 3 4 3 6
وامتناعه في الرمل التام = 2 3 2 2 3 2 2 2 2 = 2 3 4 3 8


وإذن فهذا القول ابتداء هو تخبيص بامتياز وافتئات على الخليل.
الآن نأتي إلى رأي الخليل في انتهاء الشطر ب 2 2 2


يتم ذلك في حالتين لا ثالثة لهما أولهما الكامل والرجز لانتهائهما ب 3 4 3 وثانيهما الخفيف لانتهائه ب 3 2 3 2 مما يجعل الخاتمة = 3 6 في الحلين من قطع وتشعيث.


فأما في الكامل والرجز فإن 2 2 2 في الرجز تزاحف على وجهين 1 2 2 = 3 2 في آخر شطر الرجز مع جواز تناوب 3 2 في منطقة الضرب مع 2 2 2 لوحدة القافية.


و 2 1 2 = 2 3 فيتقاطع بذلك الرجز مع السريع ولا يمكن تجاور 2 3 في الضرب – ماهيك عن العروض – مع 2 2 2 لاختلاف القافية
.

وأما في الكامل فالسبب الأول قابل لممارسة خببيته فينتهي الضرب تارة ب 2 2 2 واخرى ب 1 1 2 2 = 1 3 2
والفرق بين الكامل والرجز في ذلك مطروح – وحسب طلب الدكتور لا أذكر الروابط– في التخاب


الخفيف قابل للتشعيث وبه يصبح العجز 2 3 2 2 2 3 2 2 2 ويترافق في الضرب كل من 1 3 2 و 2 2 2 و 2 3 2 لوجود السبب الخببي المجمد في الحشو . وهو ما فصل في التخاب


وهذا يفتح بابا في مجال شمولية الرقمي للتأمل في التجانس القافية مع قوانين التخاب.
ساتقمص الآن شخصية الدكتور أحمد في الحوار حول هذه النقطة مفترضا أنه تواضع ثم فهم الرقمي حقا – لا كما يقول - ثم بدأ يحاور ليثبت إما صحة موقفه أو خطأ الرقمي
.

وما سأذكره على لسانه ساجعله بهذا اللون


لماذا لا يمكن قياس الرمل المحذوف وليس التام على الرجز في التخاب ؟ وخاصة في ظل تشابه نهاية شطري كل منهما ( 3 4 3 ) وما ينجم عنها من ى2 2 2 في كل منهما، وتقارب وزنيهما
خذ الرجز ممثلا : بمشطور الرجز الذي سنضعه على شكل بيتين تامين ثم أسقط السبب الأول


أَوقِد فَإِنَّ اللَيلَ لَيلٌ قَرُّ ........وَالريحَ يا موقِدُ ريحٌ صِرُّ
2 2 3 2 2 3 2 2 2 .....2 2 3 2 1 3 2 2 2
عَسى يَرى نارَكَ مَن يَمُرُّ.....إِن جَلَبَت ضَيفاً فَأَنتَ حُرُّ
3 3 2 1 3 3 2 ....2 1 3 2 2 3 3 2


ألا يصح هذا الوزن على


قُمْ فَإِنَّ اللَيلَ لَيلٌ قَرُّ ........ريحُها يا موقِدُ ريحٌ صِرُّ
2 2 3 2 2 3 2 2 2 ..... 2 3 2 1 3 2 2 2
قد يَرى نارَكَ مَن يَمُرُّ.....إِن أتى ضيفٌ فَأَنتَ حُرُّ
2 3 2 1 3 3 2 ....2 3 2 2 3 3 2


الجواب : أنا أستسيغه ولست أملك إعطاءه الشرعية ما لم يوافق إحدى صور الخليل أو جاء عليه شعر معتمد


سؤال: أليس المديد مشاركا للخفيف في نهايته 3 2 3 2 ألا يجوز فيه ما يجوز في الخفيف من تشعيث فيتحول إلى 2 3 2 2 3 2 2 2


الجواب بلى نظريا وهذا تفاعل رائع منك يجعلني أتفاءل بك للرقمي


سؤال : ألا تلاحظ أننا انتهينا في كل من الرمل المحذوف والمديد إلى ذات الوزن 2 3 2 2 3 2 2 2


الجواب بلى وهذا يجعلني أتفاءل بك أكثر للرقمي وأنقل لك من الرابط:
https://sites.google.com/site/alaroo...tasheeth-ramal

من المتواشج والرمل :

أقبلتْ في الحلّةِ الحَمْراءِ .... مثل خدّ الغادةِ العَذْراءِ
قتَلوها بمِزاجِ قد روى.... نَشأة الأرواح في الأحْياءِ
أيّ شمسٍ قد بدتْ مشرقةً .... في سماءٍ من يدٍ بيضاءِ
2 3 2 2 3 2 1 3 .... 2 3 2 2 3 2 2 2

ومن المتواشج والمديد

أقبلتْ في الحلّةِ الحَمْراءِ..... مثل خدّ الغادةِ العَذْراءِ
قتَلوها بالمِزاجِ فكانتْ .... نَشأة الأرواح في الأحْياءِ
أيّ شمسٍ قد بدتْ تتَجلّى.... في سماءٍ من يدٍ بيضاءِ
2 3 2 2 3 1 3 2 ......2 3 2 2 3 2 2 2


لو كان أستاذنا مستبصرا ولا يخبص وتقيد في أمر التشعيث بعروض الخليل التفعيلي أو بمنهجه في الرقمي لعلم
أن 2 2 2 في غياب السبب الخببي الفعال أو المجمد قابلة للزحاف إلى 1 2 2 وكذلك إلى 2 1 2


فيكون ما ينتج عن تشعيث الرمل وزحافه ( إن جاز لك ) = 2 3 2 2 3 2 3 بينما ذات النص من المديد المحذوف = 2 3 2 2 3 2 3
أهل الرقمي يفهمون طبعا دلالة الألوان ولا يعنيني هنا رأي أستاذنا الفاضل


***
بقيت نقطة وهي أن كل ما يقبل بعد تشعيثه أو قطعه أن يزاحف على 1 2 2 فهو يقبل الزحاف التوأم 2 1 2 = 2 3 يصحان معا أو يبطلان معا


الرجز 4 3 4 3 4 3 إذا تحول إلى 4 3 4 3 2 2 2 جاز أن يأتي على 4 3 4 3 3 2 أو 4 3 4 3 2 3
وقياسا عليه تشعيث الرمل المحذوف ( وليس التام الوارد في تخبيص أستاذنا ) فإن جاز فيه 2 3 4 3 2 3 فإنه يجوز فيه 2 3 4 3 3 2


وهنا كما في الملاحظة أعلاه فيما يخص ( 2 3 4 3 2 3 ) بدون ألوان نقطة التقاء عابرة بين شارعي المديد المحذوف المنهي ب ( 3 2 3 ) وناتج تشعيث في الرمل لا نملك حق شرعنته زوحفت فيه 2 2 2 إلى 2 1 2 بحيث ينتهي ب ( 3 2 3 )


وهي نقطة لو أدركها أستاذنا لما قال بحذف سبب من أول التفعيلة وركب ذلك على اتهام الخليل بإجازة القول بتشعيث الرمل التام. ونحن لا نملك الجرأة على نسبة صحة تشعيث الرمل المحذوف للخليل.


يفيد دارس العروض بعد هذا أن يطلع على رابطي :
نسبة وتناسب : https://sites.google.com/site/alaroo...bah-wa-tanasob
وأزواج في أفياء د. خلوف :https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/azwaj

ولا بأس من استطراد آخر حول نسبة المديد لدائرة المختلف إذ يحتج الدكتور بالتالي لنفي ذلك يقول :


(1) المديد لم يستخدم إلا مجزوءا *** بينما الطويل والبسيط لم يستخدما إلا تامين (وليدُّع الخليل وتلاميذه ما يشاءون حول المخلع)


نسي الدكتور حديثه عن الاقتضاب من أول البحر وهذه آفة من لا منهج له إذ يكيل بأكثر من مكيال.
بموجب الاقتضاب أو الاجتثاث يقتضب أو يجتث المديد المحذوف من البسيط 2 2 3 2 3 2 2 3 1 3


(2) السبب الثاني من السببين المحصورين بين الوتدين 3 2 2 3 يزاحف في مجزوء المديد , بينما لا يزاحف لا في الطويل ولا في البسيط


تسمى مزاحفة السبب الثاني مما بين الوتدين كما يلي وبعده حكمها في تفعيلي الخليل كما جاء في ( العيون الغامزة على خفايا الرامزة ) و ( أهدى سبيل )


في البسيط 4 3 2 3 2 [2] 3 1 3 ....طي مستفعلن.... ( أهدى - ص 66 ) وهو صالح
في الطويل 3 2 3 2 [2] 3 2 3 3 ..... كف مفاعيلن....( أهدى - ص – 50 )جائز في غير الضرب
في المديد 2 3 2 [2] 3 2 3 2 ...... (الغامزة - ص- 152 ) " ويدخل هذا البحر الخبن وهو حسن

هذا في كتب العروض التفعيلي أما في الرقمي فما يلي مستثقل في البسيط والطويل كما ذكر الدكتور
البسيط = 4 3 2 3 3 3 2 3
الطويل = 3 2 3 3 3 2 3 2

هل يسري الأمر ذاته على المديد ؟ 2 3 3 3 2 3 2

هذا يقتضي استقصاء في قصائد المديد ويغلب على ظني أن يكون نادرا.

(3) فاعلاتن الثانية لا يدخلها الخبن ( إلا ما ندر ) بينما خبن فاعلاتن في كل الأوزان هو الزحاف الحسن ( في الرمل والخفيف)


يتحدث الدكتور هنا عن اختلاف حكم زحاف فاعلاتن في المديد عنها في الرمل والخفيف.. كيف يكون هذا الاختلاف دليلا على أن الرمل لا ينتمي لدائرة البسيط ؟ ربما يصلح دليلا على عدم انتمائه للرمل. ولكن حتى هذا الكلام غير صحيح في ذاته
جاء في الغامزة ( ص – 192) عن الرمل :" ويدخل هذا البحر من الزحاف ما دخل المديد، وهو الخبن ويستحسن، والكف وهو صالح والشكل وهن قبيح "


وهكذا يترك أستاذنا كلاما هو في صالح دعواه ويذكر كلاما ضد دعواه. فتأملوا


(4) والسبب /ه الواقع بين وتدين في نهاية الأوزان الثلاث //ه/ه//ه ممتنع زحافه في مجزوء المديد , بينما يجب زحافه في البسيط ويجب زحافه في الطويل المحذوف ويحسن زحافه في الطويل غير المحذوف


المديد أ - 2 3 2 2 3 [2] 3 2 يقول الأستاذ هذا السبب ممتنع الزحاف في المديد ورد أعلاه في الحديث عن الرمل أنه حسن. جاء في العيون الغامزة ( ص – 152 ) عن المديد :" ويدخل هذا البحر من الزحاف الخبن وهو حسن "
هذا ما تقوله كتب العروض.


هذه الجزئية بالذات أرى فيها جانب صواب يتفق مع بعض ملاحظات الرقمي كما ورد في الرابط:
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/rewayah

هذا شيء واتخاذه حجة لانتماء المديد للرمل شيء آخر.


المديد ب - 2 3 2 2 3 2 3 يغلب عليه أن يأتي 2 3 2 2 3 1 3 أنقل من الرابط:
https://sites.google.com/site/alaroo...ome/anilmadeed

نام من أهدى لي الأرقا ........مستريحا زادني قلقا


لو يبيت الناس كلهم ..........بسهادي بيّض الحدقا

كان لي قلبٌ أعيش به ....فاصطلى بالخوف فاحترقا

أنا لم أرزق مودتكم ..............إنما للعبد ما رزقا

أعتقد أن في هذا الحوار فائدة لأهل الرقمي.