كلام الأستاذ خشان بالأحمر
أخي وأستاذي الكريم د. المختار السعدي:
متحرك + متحرك = / / = 1 1
هذا وصف لواقع لا خلاف عليه . وهو ما أقصده من اعتماد الأرقام كلغة ترميز مشتركة بين المدارس المختلفة أكرر المختلفة. إذ لا لا داعي للغة مشتركة إلا في حالة وجود اختلاف في الحكم على الواقع. وهو أمر آخر غير شكل الترميز.
حياك الله وبياك أستاذي القدير خشان خشان
أراك أستاذي الكريم تأتي بفكرة من عندك ثم تلزمنيها وتبني الحوار على أساسها، حيث إن ما أشرت إليه من كون
متحرك + متحرك= / / = 1 1 هذا وصف لواقع لا خلاف عليه
لم تقدمه كما ورد في تعليقي الذي اقتبستَه حيث إني قلت:
// =عندي وحدة رقمية، يلزم أن تكون متبوعة بالتفعيلة الرقمية3 ما يقابل الوتد
وهو ما ستشير إليه لاحقا... فأنا لم يكن قصدي الحديث عن المتحركين وإنما السياق الذي يوظف فيه ذانك المتحركان...
يعني إذا استعمل وفد صيني وآخر أرجنتيني اللغة الانجليزية فإن جل الحديث سيكون بحثا لأمور مختلف عليها بينهما.
لا أرى المثال صالحا.. وأدق منه أن مناديا قام ينادي في قومه استعملوا هذه اللغة السهلة التي يفهمها الجميع ودعوا عنكم تعقيدات تجعل المستمعين ينفرون منكم...
هذا شيء. ولكني حقيقة لا أرى خلافا بينك وبين عروض الخليل رقميا كان أم تفعيليا من حيث المضمون.
لم أدع أني أخالف الخليل أو الرقميين... جوهر دعوتي التبسيط والتيسير وترك ما لا يجدي في ضبط عروض الشعر واتساقه الإيقاعي...
كيف ؟
لندع الوتد المفروق جانبا حاليا فأسهل منه الحكم على المتحركين
يقول عروض الخليل إن للمتحركين ثلاثة أحكام
1 1 3 = متعلن = سبب مزاحف + سبب مزاحف + وتد
1 1 2 = 1 3 = فعِلُن = سبب مزاحف + وتد في حشو البسيط
1 1 2 = 1 3 = سبب ثقيل + سبب خفيف في حشو الكامل
فهل في منهجك ما يخالف هذا ؟
أجل أستاذي ، وقد بينته في قولي الذي ترد عليه أسفله... وأضيف أن التفعيلة الرقمية عندي [///0=4م] تختصر ما تحدثت عنه في حشوي البسيط والكامل .. فإن كان هذا لا يخالف ما عند الخليل والرقميين.. فأوافقك الرأي أن لا خلاف بيننا...
قولك : " //= عندي وحدة رقمية، يلزم أن تكون متبوعة بالتفعيلة الرقمية3 ما يقابل الوتد، ولا تدل إطلاقا على ما قد يفهم من أنها تساوي السبب الثقيل"
الصياغة هنا غير واضحة لعلك تقصد شيئا آخر.
هلا وضحت لي هذا الشيء الآخر الذي أقصده.. فأنا أعي ما أقصد... ربما لم أستطع إيصاله بطريقة واضحة... وأعود لأوضح أن ما أعنيه بالوحدة الرقمية هو الخبل في مشطور الرجز غالبا... أما أن يفهم منه السبب الثقيل أو السبب المزاحف وأول الوتد المجموع في عروض البسيط فذاك ما لا أعنيه ...
يلزم أن تكون متبوعة بوتد في الرجز وحشو البسيط ... أتفق معك ..
أما في حشو البسيط فهذا ما لا يعضده الاستعمال الشعري الفصيح...ودعك من أمثلة العروضيين الباردة..
لكن ماذا لو جاءت في غيرهما ؟ كيف يلزم ؟
ركزوا رفاتك في الرمال لواء .... يتنهض الوادي صباح مساء
رَكَ ( من ركزوا ) = 1 1 هنا متحركان غير متبوعين بوتد . كيف يلزم ؟
يا أستاذي بما أنها غير متبوعة "بوتد" فهي ليست وحدة رقمية وإنما "ركزوا =التفعيلة الرقمية 4م]
ركزتا في الدار ما ارادتا ..... مما ترى يا صاحبي وشادتا
رَكَ ( من ركزتا ) كما تفضلت سببان مزاحفان يتلوهما وتد.
وقد اخترت تعبير الوحدة الرقمية 2م بعيدا عن لغة الأسباب والأوتاد....
2 1 من مستعلن= / ه / = سبب غير مزاحف + سبب مزاحف لا خلاف على ذلك.
الوتد المفروق لم نستعمله في دورات الرقمي كشكل ولكننا تطرقنا له كمضمون. ثم تعرضنا له عند ربط الرقمي بالتفاعيل.
أتكلم بلغة الجماعة وأعني أهل الرقمي ممن اعتادوا هذه الرموز.
أعرف أنك تعي هذا جيدا والقصد هنا هو أن تعيد الصياغة بحيث تدل على قصدك كي يستقيم الطرح ومن بعده الحوار.
3م لا تقابل عندي الوتد المفروق بوظيفته في العروض الخليلي وإن كان الشكل يوحي بذلك... فهي لا ترد إلا إن كانت متبوعة وجوبا بالتفعيلة الرقمية3.
****
لاحظ أستاذي أنني أركز هنا على الشكل لم نصل للمضمون.
وكيف حكمت أستاذي أعلاه بأن منهجي لا يختلف عن منهج الخليل ولا عن رؤية الرقميين من حيث المضمون؟؟
لكن حتى الشكل أستاذي له ضوابط.
متفق تمام الاتفاق
وصفك ل / / أو / / ه بالتفعيلة ....... هل يجوز. لك أن تسمي كلا منهما تفعيلة ؟
أولا // لم أسمها تفعيلة وإنما وحدة رقمية
كلمة تفعيلة تعبير خليلي متجذر في منهج الخليل ليس لأحد أن يعطيه تعريفا آخر. إذا أردنا في الرقمي وصف وحدات نمطية
من المتحركات والسواكن لا تطابق التفاعيل أسميناها التراكيب. والأسباب والأوتاد هي المشترك بين التفاعيل والرقمي ولهما نفس التعريف.
سبحان الله حين نريد الاتصال بالتراث والانطلاق منه من أجل التيسير والتوضيح يقف أمامنا من كنا نظنه أكثر انفتاحا... فما بالنا بمن يكفر بالرقمي أصلا؟؟
أجل إنه تعبير خليلي لكن من حق أي واحد أن يستدرك ويؤسس انطلاقا من رؤية الأسلاف الذين نجلهم ونقدر مجهودهم... ولا أحد يستطيع أن يقف في وجه تطور المفاهيم وهي سنة لغوية لا يمكن تجاهلها.... وهل من حق الرقميين أن يقصوا التفاعيل وهي ركن أصيل في منهج الخليل ثم يدعون بعد ذلك أنهم أحسن من فهم منهج الخليل؟ [سؤال على سبيل المقارنة الجدلية فقط... واقتناعي أنهم يحق لهم أن يقصوا ما يرونه جديرا بالإقصاء]
لك أن تسمي مثلا كل وحدة من وحداتك الجديدة ب( المختارة) ثم تضع تعريفا لمصطلح المختارة يشملها جميعا.
أظنه من باب الفكاهة.. وإلا فما فائدة أن أسميها باسمي وهي لا تختلف عن منهج الخليل كما ترى أستاذي؟ ثم إني لست بذاك الاندفاع الذي يجعلني أهدم التراث من أجل وهم ذاتي زائف... كل ما قدمته كان غيرة على التراث ويهدف إلى تيسير علم العروض.
التفعيلة عند الخليل خماسية من وتد وسبب وسباعية من وتد وسببين.
وعند المختار ثلاثية أو رباعية أو خماسية... فقط
المنهجية تقتضي أن لا يكون للكلمة في أي مجال علمي أكثر من مضمون. يصدق هذا في الطب والهندسة وليس العروض مختلفا عنهما.
بل المنهجية تقتضي ضبط المفاهيم لا الحجر على استعمال مصطلحات محددة.
التفعيلة ليس لأحد إعادة تعريفها. وإذا أصررت على استعمالها ورفض مصطلح ( المختارة ) فلا بد من وصفها وصفا يرفع اللبس بينها وبين
تفعيلة الخليل. فلتسمها مثلا التفعيلة المختارية في مقابل التفعيلة الخليلية مفترضين المساواة بينكما.
من هنا نبدأ ولكني أراك أخرت ما يجب البدء به..
في ص 105 من كتابي عرضت لمفهوم التفعيلة الرقمية مما ورد فيه "وحدات موسيقية تتكون من الحروف المتحركة والساكنة، تتراوح بين ثلاثة أحرف وخمسة أحرف، تتضمن ساكنا أو ساكنين..."
*
لا بد في كل حوار من لغة مشتركة. فإذا لم نتبنى الأرقام فلا بد من تفاعيل الخليل كلغة مشتركة.
لا ضير عندي في الحوار بلغة الأرقام الخشانية ولا بلغة التفاعيل الخليلية ..إنما وضحت اختلاف سياق الرموز ودلالاتها أحيانا
ميزة الأرقام في الرقمي أنها – وإن لم تستعمل التفاعيل وحدودها - فأنها لا تخالف تفاعيل الخليل وبذا يمكن الحوار حولها بلغة التفاعيل.
كل لغة عروضية تخالف مضمون تفاعيل الخليل لا تصلح مرجعية للحوار حول عروض الخليل. تماما كمصطلحات أهل اللسانيات التي تتجاهل الوتد .
هي تصلح لوصف الوزن، ولا تصلح لغة للتقعيد العروضي العربي أو لغة لحوار مشترك معه.
لا تصلح للحوار نعم.. لكن يمكن أن تصلح للتقعيد العروضي
***
سأقول لك ما - تفكيري بصوت عال - وقر في نفسي لغاية الآن ولم أجد له شذوذا أن منهج الخليل من الشمول والدقة بحيث
أن كل صواب نجده في سواه هو تعبير عن مضمونه بطريقة تتعلق بالشكل. وفي مقارنة التفعيلي والرقمي أراهما شيئا واحدا
ما التزم أصحاب التفاعيل بمواصفات منهجه لها. فإن خرجوا بها عن مواصفاته فلا شرعية خليية لها بعد خروجها عن تلك المواصفات.
قد أكون عبرت بطريقة شكلية جديدة.. والحكم يبقى للقارئ...وأنا سعيد بالحوار الهادف البناء
حفظك ربي ورعاك.
يحفظك ربي ويرعاك أستاذي العزيز.
المفضلات